سرطان القولون
-
12 March 2018
-
فئة المقال : مقالات
هو سرطان في الأمعاء الغليظة (القولون)، والتي تعد الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. تبدأ معظم حالات سرطان القولون ككتل من الخلايا الصغيرة غير السرطانية (الحميدة) يُطلق عليها سلائل ورمية غُدِّيّة. ومع مرور الوقت يمكن أن تصبح بعض هذه السلائل الورمية سرطانات في القولون.
قد تكون السلائل الورمية صغيرة وينتج عنها أعراض، إن وجدت. ولهذا السبب، يوصي الأطباء بإجراء اختبارات الفحص المنتظمة للمساعدة في الوقاية من سرطان القولون من خلال تحديد السلائل الورمي وإزالتها قبل أن تصبح سرطان.
الأعراض
تتضمن علامات سرطان القولون وأعراضه ما يلي:
- تغيُّر في عادات الأمعاء، بما في ذلك الإسهال أو الإمساك أو تغيُّر في شكل البراز، تستمر لفترة تتجاوز أربعة أسابيع
- نزف في المستقيم ودم في البراز
- عدم الراحة المستمرة في البطن، مثل حدوث تشنجات أو انبعاث غازات أو الشعور بألم
- شعور بأن الأمعاء لا تُفرِغ تمامًا
- ضعف أو تعب
- فقدان الوزن غير المبرر
لا يعاني العديد من الأفراد المصابين بسرطان القولون أي أعراض في المراحل المبكرة للمرض. عند ظهور الأعراض، فمن المحتمل أن تختلف حسب حجم السرطان وموقعه في الأمعاء الغليظة.
متى تزور الطبيب
إذا لاحظت أي أعراض لسرطان القولون، مثل وجود دم في البراز أو تغيُّر مستمر في عادات الأمعاء، فلا تتردد في تحديد موعد لزيارة طبيبك.
تحدث مع الطبيب عن الوقت الذي ينبغي أن تبدأ فيه بإجراء فحوص للكشف عن سرطان القولون. توصي المبادئ التوجيهية عمومًا بأن فحوص سرطان القولون تبدأ من عمر 50 عامًا. وقد يوصي طبيبك بإجراء فحوص مبكرة أو متكررة إذا كنت تعاني عوامل خطر أخرى، مثل ما إذا كان لديك تاريخ عائلي بالمرض أم لا.
الأسباب
في معظم الحالات، لا تكون أسباب الإصابة بسرطان القولون واضحة. يعلم الأطباء أن سرطان القولون يحدث عندما يحدث خطأ بالمخطط الوراثي للخلايا السليمة في القولون، الحمض النووي (DNA).
تنمو الخلايا السليمة وتنقسم بطريقة منظمة ليظل جسمك يعمل بشكل طبيعي. ولكن عندما يُتلف الحمض النووي للخلايا ويصبح سرطانيًا، تستمر الخلايا في الانقسام — حتى عندما لا تكون هناك حاجة إلى خلايا جديدة. بينما تتراكم الخلايا، فإنها تشكل ورمًا.
مع مرور الوقت، يمكن للخلايا السرطانية أن تنمو لتغزو الأنسجة السليمة المجاورة وتدمرها. ويمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى بالجسم لتكوين رواسب بها (نقيلة).
الطفرات الجينية الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون
يمكن أن تنتقل الطفرات الجينية الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال العائلات، ومع ذلك فإن هذه الجينات الموروثة لا ترتبط إلا بنسبة مئوية بسيطة من أمراض سرطان القولون. لا تجعل الطفرات الجينية الموروثة الإصابة بالسرطان أمرًا حتميًا، ولكنها قد تزيد من احتمالية إصابة الفرد بالسرطان بصورة كبيرة.
وتتمثل فيما يلي الأشكال الأكثر شيوعًا من متلازمات أمراض سرطان القولون الموروث:
- Hereditary nonpolyposis colorectal cancer (سرطان القولون والمستقيم غير السلائليّ الوراثي (HNPCC)). يزيد سرطان القولون والمستقيم غير السلائلي الوراثي والذي يعرف أيضًا بمتلازمة لينش (Lynch syndrome)، من خطر الإصابة بسرطان القولون وغيره من الأمراض السرطانية الأخرى. الأشخاص المصابون بسرطان القولون والمستقيم غير السلائلي الوراثي يميلون إلى الإصابة بسرطان القولون قبل سن 50 عامًا.
- داء السلائل الورمية الغدية العائلي (FAP). داء السلائل الورمية الغدية العائلي (FAP) هو اضطراب نادر يتسبب في تطوير الآلاف من السلائل في بطانة القولون والمستقيم لديك. يواجه الأفراد المصابون بداء السلائل الورمية الغدية العائلي (FAP) الذي لم يتم علاجه خطرًا متزايدًا بشكل كبير للإصابة بسرطان القولون قبل بلوغهم سن 40 عامًا.
يمكن الكشف عن داء السلائل الورمية الغدية العائلي (FAP) وسرطان القولون غير السليلي (HNPCC) وغيرهما من متلازمات سرطان القولون والمستقيم الموروثة النادرة من خلال الاختبارات الجينية. إذا كان يساورك القلق بشأن تاريخ العائلة المرضي بالإصابة بسرطان القولون، فتحدث مع طبيبك عما إذا كان تاريخ عائلتك المرضي يشير إلى أن هناك خطورة من هذه الحالات.
العلاقة بين النظام الغذائي وارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون
أظهرت دراسات أُجريت على مجموعات كبيرة من الأفراد وجود علاقة بين النظام الغذائي الغربي العادي وارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون. يحتوي النظام الغذائي الغربي العادي على نسبة عالية من الدهون ونسبة منخفضة من الألياف.
عندما ينتقل الأفراد من مناطق حيث يكون النظام الغذائي العادي محتويًا على نسبة منخفضة من الدهون ونسبة مرتفعة من الألياف إلى مناطق يكون النظام الغذائي الغربي العادي فيها هو النظام الأكثر شيوعًا، فإن خطر الإصابة بسرطان القولون يزيد لدى هؤلاء الأفراد بشكل كبير. ليس من الواضح سبب حدوث ذلك، ولكن يدرس الباحثون إذا ما كان النظام الغذائي ذو نسبة الدهون المرتفعة والألياف المنخفضة يؤثر على الميكروبات التي تعيش في القولون أو يسبب التهابات كامنة قد تسهم في خطر الإصابة بالسرطان. وهذا هو أحد مجالات الدراسة والبحث المستمرين.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك بسرطان القولون ما يلي:
- السن الأكبر. تتجاوز أعمار الغالبية العظمى من الأفراد المشخصين بسرطان القولون عمر 50 عامًا. يمكن أن تحدث الإصابة بسرطان القولون في الشباب، ولكن نادرًا ما يحدث ذلك.
- الأمريكيون من أصل أفريقي. تزيد خطر إصابة الأمريكيين من أصول أفريقية بسرطان القولون عن غيرهم من الأفراد من أعراق أخرى.
- التاريخ الشخصي لسرطان القولون والمستقيم أو السلائل. إذا كنت مصابًا بالفعل بسرطان القولون أو سلائل ورمية غدية، يزيد خطر إصابتك بسرطان القولون في المستقبل.
- حالات الأمعاء الملتهبة. يمكن أن تزيد أمراض الالتهاب المزمن للقولون، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، من خطر الإصابة سرطان القولون.
- المتلازمات الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. المتلازمات الجينية الموروثة عبر أجيال من عائلتك يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. تتضمن هذه المتلازمات سلائل ورمية غدية موجودة بالعائلة وسرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي، الذي يعرف أيضًا بمتلازمة لينش.
- تاريخ عائلي لسرطان القولون. من المرجح أن تصاب بسرطان القولون، إذا كان لديك أحد الوالدين أو شقيق أو طفل مصاب بالمرض. إذا كان أكثر من فرد من العائلة لديه سرطان القولون أو سرطان المستقيم، فإن خطورة إصابتك تكون أعلى.
- نظام غذائي بنسبة منخفضة من الألياف ونسبة عالية من الدهون. قد يرتبط سرطان القولون وسرطان المستقيم بنظام غذائي بنسبة منخفضة من الألياف ونسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية. حققت الأبحاث في هذا المجال نتائج متباينة. اكتشفت بعض الدراسات ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون في الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية بها نسب عالية من اللحوم الحمراء واللحوم المجهزة.
- نمط الحياة الخامل. إذا كنت شخصًا غير نشط، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون. ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام يمكن أن يقلل من خطورة إصابتك بسرطان القولون.
- داء السكري. يعاني الأفراد المصابون بداء السكري ومقاومة للأنسولين بارتفاع خطر إصابتهم بسرطان القولون.
- السمنة. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم معدل أكبر للإصابة بسرطان القولون وزيادة خطر الموت بسبب سرطان القولون مقارنةً بأصحاب الوزن الطبيعي.
- التدخين. الأشخاص المدخنون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون.
- الكحول. يزيد الاستخدام المكثف للكحول من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- العلاج الإشعاعي للسرطان. يزيد العلاج الإشعاعي الموجه إلى البطن لعلاج أمراض سرطانية سابقة من خطر الإصابة بسرطان المستقيم والقولون.
الوقاية
الخضوع لفحص سرطان القولون
يمكن أن ينظر الأشخاص المعرضون لخطر متوسط للإصابة بسرطان القولون في الخضوع لفحص بدايةً من سن 50 عامًا. ولكن الأشخاص المعرضين لخطر أكبر، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون، يجب أن يضعوا في الاعتبار الخضوع للفحص قبل ذلك.
هناك العديد من خيارات الفحص — لكل منها فوائدها وعيوبها. تحدث عن خياراتك مع طبيبك، ويمكنكما معًا اتخاذ قرار بشأن أي الاختبارات المناسبة لك.
أجرِ تغييرات بنمط الحياة لتقليل خطر إصابتك
يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل خطر سرطان القولون من خلال إجراء تغييرات على حياتك اليومية. اتخذ الخطوات لـ:
- تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. تحتوي الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة على الفيتامينات، والمعادن، والألياف ومضادات الأكسدة، مما قد يلعب دورًا في الوقاية من السرطان. اختر مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات وبذلك تحصل على مجموعة من الفيتامينات والمغذيات.
- اشرب الكحول بصورة معتدلة، إذا كانت هناك حاجة لذلك. إذا اخترت تناول المشروبات الكحولية، فقلل كمية الكحول التي تتناولها إلى ما لا يزيد عن مشروب واحد في اليوم للنساء واثنين للرجال.
- الإقلاع عن التدخين. تحدّث إلى طبيبك حول طرق الإقلاع عن تناول الكحول التي قد تناسبك.
- مارس الرياضة معظم أيام الأسبوع. حاول ممارسة تمارين رياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم الأيام. إذا كنت خاملاً، فابدأ ببطء وقم بزيادة المدة تدريجيًا إلى 30 دقيقة. تحدّث أيضًا إلى طبيبك قبل بدء أي برامج للتمارين الرياضية.
- حافظ على وزن صحي. إذا كان وزنك صحيًا، فاعمل على الحفاظ على وزنك من خلال الجمع بين نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية اليومية. إذا كنت تحتاج إلى فقدان الوزن، فاسأل طبيبك عن الطرق الصحية لتحقيق هدفك. ركّز على فقدان وزنك ببطء من خلال زيادة كمية التمارين الرياضية التي تمارسها وتقليل عدد السعرات التي تتناولها.
الوقاية من الإصابة بسرطان القولون لدى الأفراد الذين لديهم خطر إصابة مرتفع
تم اكتشاف بعض الأدوية التي تقلل من خطر الإصابة بالسلائل الورمية السابقة للتسرطن أو سرطان القولون. ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية لتوصية الأفراد، الذين يعانون خطرًا متوسطًا للإصابة بسرطان القولون، بهذه الأدوية. تقتصر هذه الخيارات بشكل عام على الأفراد الذين يعانون خطرًا مرتفعًا للإصابة بسرطان القولون.
فعلى سبيل المثال، تربط بعض الأدلة انخفاض خطر الإصابة بالسلائل الورمية وسرطان القولون بالاستخدام المنتظم للأسبرين أو أدوية تشبه الأسبرين. ولكن ليس معروفًا الجرعة والمدة اللازمة لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. ينطوي تناول الأسبرين يوميًا على بعض المخاطر، بما في ذلك نزف الجهاز الهضمي والقرح، لذلك فإن الأطباء لا يوصون عادة بذلك كإستراتيجية وقائية ما لم تعانِ ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون.
المصدر : مايو كلينك
جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب