أزمة التحويلات الطبية من قطاع غزة وصمة عار على جبين الإنسانية
-
30 July 2017
-
فئة المقال : تقارير اخبارية
أعلنت وزارة الصحة في غزة صباح الأمس وفاة الطفل محمد أحمد السايس في مستشفى الدرة للأطفال، بعد أسبوع من إقامته في العناية المركزة بالمستشفى، جرت خلاله عدة محاولات لإصدار تحويلة طبية له من وزارة الصحة في رام الله تُمكن ذويه من السفر به لتلقي العلاج بأحد مستشفيات الضفة الغربية، أو داخل الخط الأخضر بإسرائيل. وهذه المأساة لا تعد حالة فردية، حيث ازدادت خلال الفترة الأخيرة الوفيات من المرضى الفلسطينيين بقطاع غزة، وسط تبادل الاتهامات بين الجهات المختصة في غزة ورام الله حول المسؤولية عن وقف التحويلات الطبية للمرضى للعلاج بالخارج.
وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أن الطفل السايس هو الضحية الثالثة والعشرين الذي تطلب له الوزارة في غزة تحويلة طبية لإخراجه الفوري للعلاج، إلا أن الوزارة في رام الله، وهي المسؤولة عن التحويلات خارج القطاع، رفضت منحهم إياها، مشيراً إلى أن تلك الحالات جميعها توفيت منذ وقف التحويلات الطبية من قبل السلطة من نحو أربعة أشهر -على حد قوله-.
و في ذات التصريح الصحفي قال د. القدرة " إن الاحتلال الصهيوني و سلطة رام الله يصعدان إجراءاتهما التعسفية العنصرية بحق مرضى قطاع غزة و يرتكبان مجزرة وحشية بحقهم أودت بحياة ثلاثة وعشرين مريضاً حتى اللحظة جراء حرمانهم من حقهم في العلاج الذي تمثل بوقف توريد الأدوية و التلاعب اللإنساني بالتحويلات الطبية لإعاقة خروجهم للعلاج في المراكز التخصصية خارج قطاع غزة و انقطاع التيار الكهربائي الذي له تداعيات خطيرة على حياة المرضى و الصحة العامة للمجتمع للشهر الرابع على التوالي" وفقاً لتصريحاته.
وأكد د.القدرة إلى ضرورة التحرك الفوري للمنظمات الدولية والحقوقية لوقف استباحة أرواح المرضى، وحماية حقوقهم العلاجية، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع طارئ يقضي بوقف إجراءات السلطة في رام الله بحق سكان قطاع غزة، وتشكيل مظلة أمان للقطاع الصحي بما يضمن سلامة وديمومة الخدمات الصحية، وتلبية الاحتياجات الصحية للمرضى. كما طالب نواب المجلس التشريعي في الضفة الغربية وقطاع غزة باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لإنهاء ممارسات السلطة في رام الله بحق المرضى بقوة السلطة المخولة للمجلس التشريعي، وتشكيل لجنة تحقيق عليا للوقوف على ظروف وفاة ثلاثة وعشرين مريضاً، ومحاسبة المتسببين بوفاتهم وفق القانون الفلسطيني.
وتشير إحصائيات لمراكز حقوقية إلى أن السلطة الفلسطينية تمتنع عن إصدار نحو 87 في المائة من التحويلات الطبية التي يتم تقديمها إليها منذ شهر مارس المنصرم، و أشارت ذات المراكز الحقوقية إلى أن أكثر من 1850 مريضاً ينتظرون رد الوزارة في رام الله على التحويلات الطبية المقدمة لهم. وبحسب مركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن عملية منع استصدار التحويلات الطبية تمت بشكل تدريجي، حتى وصلت إلى أرقام مخيفة وكبيرة خلال شهري يونيو الماضي، ويوليو الحالي.
ومن جهة ثانية نفت وزارة الصحة في رام الله أن يكون لها يد في وقف التحويلات الطبية إلى قطاع غزة، مشددة على أنه لا يوجد أي قرار بهذا الخصوص، وقال الدكتور أسامة النجار الناطق باسم الوزارة في رام الله في تصريح صحافي سابق له "إن إجراءات التحويلات الطبية جارية كالمعتاد" حسب تعبيره، لافتاً إلى أن الأزمة تعود بالأساس إلى التعنت والرفض الإسرائيلي في منح المرضى أي تصاريح للخروج من غزة إلى الضفة أو داخل الخط الأخضر -على حد قوله-.
وفي ذات السياق حذر د.عبد الكريم البواب رئيس قسم الحضانة في مجمع ناصر الطبي بغزة من تدهور صحة الأطفال الموجودين في قسم الحضانات بالمستشفى في كل يوم تتأخر فيه تحويلاتهم العلاجية، و الذين يعانون من تشنجات و غيبوبة ويتنفسون عن طريق أجهزة التنفس الصناعي و لم يتم معرفة التشخيص و الأسباب المرضية لهم، و بحسب إحصائيات قسم الحضانة بالمجمع فقد حُررت 14 تحويلة علاجية لأطفال حديثي الولادة منذ مطلع ابريل الماضي، تُوفي منهم ثلاثة أطفال والبقية ينتظرون صدور تحويلاتهم العلاجية.
و من جهة أُخرى أكد د.محمد نصار استشاري و رئيس قسم جراحة القلب المفتوح بمجمع الشفاء الطبي نفاذ صمامات القلب و الخيوط الخاصة بتثبتها من مخازن وزارة الصحة بغزة، مما يضطرهم في الوقت الحالي إلى تحويل 25 مريض قلب شهرياً لاستبدال صمامات القلب لهم في مستشفيات خارج قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع أزمة التحويلات العلاجية .
وعلى الصعيد نفسه، يُعاني فى قسم الأورام بمستشفى غزة الأوروبى أكثر من 1500 مريض سرطان جراء نقص الأدوية أو نفاذها، حيث أوضح د.أحمد الشرفا رئيس القسم بأن حوالي 200 حالة تم تشخيصها خلال الشهور الستة الماضية، و يحتاجون إلى تحويلات علاجية جراء نفاذ معظم الأصناف الأساسية العلاجية و الهرمونية والبيولوجية و الإشعاعية الخاصة بمرضى الأورام، و أكد على أن نقص صنف واحد من عدة أصناف يُلغى معظم البروتوكولات العلاجية للمرضى، و بالتالي تأخير جرعاتهم الدوائية، مما يتسبب في تدهور حالتهم الصحية و ازديادها سوءاً.
وفيما يلي ننشر أسماء المرضى الذين توفوا جراء أزمة التحويلات الطبية خلال الشهور الماضية:
1- وليد محمد محمد قاعود – 59 سنة
2- آية غالب خليل أبو مطلق – 5 سنوات
3- خلود سلامة عبد الكريم السعيدني – 34 سنة
4- ايمان سليم أحمد الكحلوت – 48 سنة
5- أحمد حسن جميل شبير – 18 سنة
6- شيرين محمد فهد العلي – 39 سنة
7- وحيد اسماعيل عبدالله العريني – 54 سنة
8- يوسف عمر محمود زعرب – 22 سنة
9- مصعب بلال رفيق العرعير – 7 أيام
10- براء محمد خميس غبن – 7 أيام
11- ابراهيم سمير ابراهيم طبيل – 9 شهور
12- يوسف احمد حسن الاغا – سنتين
13- بسام صابر مصطفى العطار – 20 سنة
14- جميل حسن محمود طافش – 60 سنة
15- احمد ابو شعبان – سنتين
16- يارا محمد بخيت – 3 سنوات
17- حسن الدهشان – 59 سنة
18- على فادي احمد – 5 أيام
19- نافذ خاص – 4 أيام
20- بهاء معين راضي – 14 سنة
21- محمدعبد الرحمن ابو سلطان – 60 سنة
22- عبد الرحيم صلاح جعيدي – 65 سنة
23- محمد احمد السايس – 6 سنوات
تجدر الإشارة إلى أن الحالات أعلاه هي حالات تتعلق بمشاكل التحويلات كما يلي:
- حالات لم تحصل على تحويلة علاجية.
- حالات تأخر صدور تحويلاتها العلاجية.
- حالات صدرت تحويلاتها العلاجية و منع الاحتلال الإسرائيلي خروجها من قطاع غزة.
فريق العون الصحي
جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب