حوار الشهر
-
16 April 2017
-
فئة المقال : حوارات صحفية
في الأيام القليلة الماضية ، تعرض مخيم عين الحلوة لاشتباكات مسلحة أستمرت 6 أيام متواصلة ، و متابعة لأخبار المخيم أجرينا لقاءً مع الدكتور مجدي كُريم ، مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية المتخصصة في العمل الخيري الطبي للمخيمات الفلسطينية في لبنان و مقرها صيدا.
سألنا الدكتور مجدي عن الأوضاع بالمخيم فأجاب : " استمرت الاشتباكات 6 أيام متواصلة ، و كان حصيلتها 8 قتلى و أكثر من 50 جريحاً ، تتراوح جروحهم بين طفيفة و متوسطة و خطرة وصلت حد الموت السريري ، كما تضرر 100 منزل بالمخيم ما بين حرقٍ أو تدميرٍ شُردت على إثره عشرات العائلات ".
و أضاف د. كُريم : " بعد وقف اطلاق النار دخلت مجموعة من الوفود إلى المخيم تمثلت في القوة الأمنية المشتركة لجميع الفصائل و العديد من مؤسسات المجتمع المدني والإنساني و بعض رجال السياسة و الدين و ذلك لتفقد الأوضاع والاطلاع على الأضرار التي تعرض لها المخيم . و استمرت هذه الوفود في زيارة المخيم للبحث في كيفية تعويض المتضررين ، و عُقد لذلك اجتماع ضم اللجان الشعبية و بعض الفصائل الفلسطينية و وكالة الغوث (الأونروا) و التي لم تقدم العون المطلوب منها بالكامل بحجة عدم توفر دعم كافي لها كما في السابق و قالت أنها سوف تُجري مسحاً للأضرار ثم تقدم مشاريع إلى الدول المانحة لتعويض الأهالي"
و أشار إلى " أنه يوجد في المخيم مستشفيان عاملان فقط ، هما مستشفى النداء الإنساني و مركز خالد بن الوليد و هو شبه مستشفى فيه تخصصات مختلفة و غرفة عمليات بسيطة. و هناك أيضاً مركز الأقصى و لكنه أُقفل منذ فترة ، كما يوجد في المخيم مجموعة عيادات تخصصية ، و تجدر الإشارة إلى أن المخيم يقع في مدينة صيدا و مساحته لا تزيد عن كيلومتر مربع و يعاني من كثافة سكانية حيث يقطنه أكثر من 100,000 لاجئ فلسطيني إضافة إلى حوالي 20,000 لاجئ سوري ، جاؤوا بعد الحرب في سوريا ، لم تتعرض المراكز الصحية لأضرار مباشرة إلا أن دورها كان مُغيباً نسبياً ، و ذلك لوقوعها ضمن مناطق القتال و تعرضها للقنص و لتواجد المسلحين في المنطقة حولها مما قلل من امكانية وصول الجرحى للمستشفى و كذلك الأطباء والجراحين ، أما المراكز الصحية فقد استقبلت الجرحى بالإضافة إلى ذوي الأمراض المزمنة و بعض حالات الهلع والاختناق نتيجة الحرائق ، و قامت هذه المراكز بمعالجة الحالات الطفيفة أما المتوسطة والخطيرة فكانت تُنقل إلى خارج المخيم ، و بالتأكيد هناك حوجة إلى تطوير أقسام الطوارئ في المستشفيات و المراكز الصحية و توفير المواد الطبية الأساسية لها".
"كما قامت سيارات الإسعاف و على رأسها الاسعاف التابع لجمعية الشفاء بدورٍ كبير في المخيم حيث ساهمت الجمعية بـ 10 سيارات اسعاف ، سيارتين اسعاف في داخل المخيم و 8 خارجه و حوالي 80 مسعفاً حضروا من مناطق مختلفة (بيروت – صور - صيدا) ، 25 منهم داخل المخيم والباقين على أطرافه ، و عملوا على نقل الجرحى والمصابين و جثث القتلى إلى جانب ذلك كان لسيارات الاسعاف دور في نقل المدنين خارج المخيم إلى أهاليهم و ذويهم ، كما ساهم المسعفون في إخماد كثير من الحرائق التي اندلعت في المباني والمحلات التجارية والسيارات ، كما قاموا أيضاً بتوفير بعض الأدوية لذوي الأمراض المزمنة كأمراض الضغط والقلب والأعصاب ، و ساهموا كذلك في تنظيف الشوارع من الرُكام لتسهيل حركة سكان المخيم ، و تجدر الإشارة إلى أن امكانيات سيارات الاسعاف متواضعة حتى الملابس الواقية من الرصاص عددها غير كافي ، كما أن اطفاء الحرائق شكل عبئاً عليها بسبب اتساع رقعة الحرائق و قلة الماء المتوفر لاطفائها ، فاستغرقوا وقتاً في اخمادها و وقف امتدادها لأن البيوت في المخيم متلاصقة ، و قد ساهم الأهالي أيضاً في اخماد النيران ".
فريق العون الصحي
جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب