تاثير ابراج الاتصالات على الانسان .. هل تسبب لنا السرطان؟

  • 3 July 2018
  • فئة المقال : أحداث


الهاتف المحمول لا شك أنه أحد أهم الإنجازات الضخمة التي توصل إليها الإنسان، وسواء كنت من الفريق المؤيد لفوائده أو الفريق المؤمن بأضراره، لن ننكر أن الهواتف المحمولة منذ أن انتشرت على نطاق واسع في التسعينات، أصبحت الآن هي الرفيق الدائم لكل منا اليوم، لكن من أجل أن تتمتع بإشارات قوية وصوت واضح وخدمات أفضل على هاتفك المحمول، يتطلب هذا الأمر وجود ما يعرف بأبراج التقوية أو أبراج الاتصالات، فهل توصل العلم إلى تاثير ابراج الاتصالات على الانسان ؟ وهل فعلا يمكن لتلك الأبراج أن تسبب لنا السرطان؟

زيادة في عدد الهواتف المحمولة تبعها زيادة أخرى في زيادة أبراج الاتصالات أو أبراج الهواتف المحمولة من أجل تقوية إشارات الهاتف المحمول، حيث تستقبل إشارت التردد اللاسلكي وترسلها.

قد تكون محطات الهاتف قائمة بذاتها أو محمولة على هياكل قائمة كالمباني العالية أو خزانات المياه، لأنه في النهاية يجب أن تكون الهوائيات عالية بما يفي لتغطية المنطقة بشكل مناسب، وعادة ما تكون قواعدة المحطات تبلغ ارتفاع من 50 إلى 200 قدم.

تتواصل الهواتف المحمولة مع أبراج الاتصالات القريبة من خلال موجات التردد الراديوي، وهي شكل من أشكال الطاقة في الطيف الكهرومغناطيسي، وهي لا تسبب تلف الحمض النووي داخل الخلايا بشكل مباشر، وذلك في الوقت الذي يعتقد فيه أن بعض أنوع الأشعة القوية مثل الأشعة السينية وأشعة جاما والأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تسبب السرطان.

لكن عند مستويات عالية جدا يمكن لموجات الترددات اللاسلكية أن تسخن أنسجة الجسم، ولكن مستويات الطاقة التي تستخدمها الهواتف المحمولة والأبراج تكون أقل بكثير.

عندما يقوم الشخص بإجراء مكالمة هاتفية خلوية يتم إرسال إشارة من هوائي الهاتف إلى أقرب هوائي في قاعدة المحطة، وتستجيب المحطة الأساسية لهذه الإشارة من خلال تخصيصها لقناة ترددات ردايوية متاحة.

وتقوم موجات الترددات اللاسلكية بنقل المعلومات الصوتية إلى المحطة الأساسية ثم يتم إرسال الإشارات الصوتية إلى مركز التبديل، الذي يقوم بنقل المكالمة إلى وجهتها، وهكذا يتم نقل الإشارات الصوتية ذهابا وإيابا خلال المكالمة.

عندما يقوم الناس باستخدام الهواتف المحمولة تنتقل الإشارات ذهابا وإيابا إلى المحطة الأساسية وهنا قد يتعرض الإنسان لموجات تردد الراديو التي تنتج في البيئة، ويعتبر مستوى التعرض للموجات الردايوية منخفض مقارنة بالمستوى القريب من الهوائي.

يعتبر التعرض لموجات الراديوية من أبراج المحمول طفيفة وذلك لعدة أسباب، أولا يكون البرج مثبت فوق مستوى الأرض، ويتم نقل الإشارات بشكل متقطع وليس دائم.

ثانيا أنه عند مستوى سطح الأرض بالقرب من محطات القاعدة لبرج المحمول، تكون طاقة التردد اللاسلكي أقل بألف مرة من حدود التعرض الآمن الذي حددته لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية.

أما تأثير ابراج الاتصالات على الانسان من ساكني المباني، فتكون أكبر فمن المحتمل أن يتعرض الإنسان لمستويات أكبر من أشعة التردد الراديوية، ولكن في هذه الحالة أيضا تكون هذه المستويات من التعرض التي تقترب من إرشادات السلامة أو تتجاوزها موجودة في حال كنت قريبا جدا من الأبراج أو أمامها، لذلك يجب أن يكون الوصول إلى هذه المنطقة محدود.

أيضا يكون مستوى الموجات الراديوية داخل المباني أقل من المستوى الخارجي، حيث تقلل مواد البناء مثل الاسمنت والخشب من التعرض للأشعة، كما يكون مستوى الطاقة خلف هوائي البرج أقل بكثير من أمامه.

في الوقت الذي ينتاب القلق الكثيرين ممن يعيشون أو يعملون أو يدرسون بالقرب من أبراج المحمول، توجد العديد من الأدلة على أن أبراج المحمول لا تسبب السرطان!

مستوى طاقة موجات التردد الراديوي تعتبر منخفضة نسبيا خاصة عند مقارنتها ببعض أنواع الأشعة المعروفة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما أن الموجات الراديوية التي تعطى بواسطة أبراج الهواتف الخلوية لا تكفي لكسر الروابط الكيميائية في جزيئات الحمض النووي.

له علاقة بطول الموجة، فموجات التردد اللاسلكية لها أطوال موجية طويلة التي يمكن أن ترتكز فقط على حوالي بوصة أو اثنين من الحجم، وبالتالي من غير المحتمل أن هذه الموجات يمكن أن ترتكز بما يكفي للتأثير على الخلايا الفردية للجسم.

حتى إذا كانت الموجات اللاسلكية قادرة على التأثير بشكل ما على خلايا الجسم عند الجرعات الأعلى، فإن مستوى الموجات عند مستوى الأرض منخفض جدا وأقل من الحدود الموصي بها.

هنا تختلف الدراسات عن تأثير ابراج الاتصالات على الانسان ، ففي دراسة أجراها برنامج علم السموم الوطني الأمريكي على مجموعة من الفئران والجرذان لمعرفة تأثير طاقة التردد الراديوي على أجسامهم بالكامل لمدة 9 ساعات في اليوم، والتي بدأت قبل الولادة واستمرت لمدة سنتين أي ما يعادل 70 عاما للبشر.

وجدت الدراسة زيادة في خطر الإصابة بالأورام التي تسمى الشو نوما السرطانية الخبيثة في القلب في ذكور الجرذان التي تعرضت لإشعاع الموجات الراديوية.

بعض جوانب هذه الدراسة تجعل من الصعب معرفة كيف يمكن تطبيق هذه النتائج على البشر، فمثلا لم يكن هناك خطر متزايد بين الإناث من الجرذان أو كل من الذكور والإناث من الفئران، كما كانت جرعات إشعاع التردد أعلى بشكل عام في الدراسة من النسب التي يتعرض لها البشر عموما.

أيضا ذكور الجرذان التي تعرضت لموجات التردد الراديوي عاشت أطول من المتوسط من الجرذان التي لم تتعرض وذلك لأسباب غير واضحة، ومع ذلك قد تبقى هذه الدراسة دليل على فكرة أن الإشارات الناتجة عن أبراج المحمول قد تؤثر على صحة الإنسان.

فريق العون الصحي

جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب

ضع تعليقك